صفحتنا على الفيسبوك

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

الرئيسية لجنُ الدّعم والتّضامن: أيُّ جدوى وأيُّ فاعلية؟

لجنُ الدّعم والتّضامن: أيُّ جدوى وأيُّ فاعلية؟


لجنُ الدّعم والتّضامن: أيُّ جدوى وأيُّ فاعلية؟


 

بدايةً، وتفادياً لأيّ لُبْس، تُعتبر لجن الدعم والتضامن آلياتٍ نضالية لمؤازرة أصحاب القضايا العادلة والمعارك النضالية القائمة؛ وتضامننا بصيغة الجمع المُنظم والمنتظم مع معارك العمال والعاملات والشغيلة عموما ومع كافة معارك بنات وأبناء شعبنا واجبٌ نضالي يقوم على الموقف السياسي المبدئي. وبالفعل، قدّمت العديد من لجن الدعم والتضامن خدمات نضالية مشهودة، خاصة بالنسبة للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم؛ وقد ساهمت تلك اللجن رغم التنوع السياسي والنقابي والجمعوي لمكوناتها في مؤازرة المعتقلين السياسيين إلى حين إطلاق سراحهم...

لقد كانت تلك اللجن نموذجا للدعم والتضامن المبدئيين إلى حدود بعيدة (التوجه العام)، علما أن أي لجنة لم تخلُ من المزايدات والسعي الى التوظيف السياسي لصالح بعض مكوناتها. واليوم، ماذا عن لجن الدعم والتضامن، وضمنها أو الى جانبها الجبهات والشبكات والائتلافات...؟

بالنظر الى تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ببلادنا، تبقى جدوى هذه اللجن قائمة؛ إلا أنها لا يمكن أن تنوب عن المعنيين، سواء في مواصلة المعركة/المعارك أو الحوار مع الجهات المسؤولة، أي الجهات المتعسِّفة والمضطهِدة والمستغِلة. والخطير أن يُراهن المعنيون عليها، أي على هذه اللجن، لإيجاد حلول لقضاياهم أو تحقيق مطالبهم. إن دور هذه اللجن يقتصر بالأساس على المساهمة في التعريف بقضيتهم في ظل الحصار الذي يستهدفهم وفك العزلة عن معاركهم وفضح القمع الذي يطالهم، وبالتالي تقديم مقترحات ضاغطة من أجل انتزاع حقوقهم...

إن السؤال الذي يُطرح هنا يهُمّ الفاعلية والمبدئية. فكيف لأحزابٍ سياسية ونقابات وجمعيات لا تقوم بدورها منفردة لفائدة دعم والتضامن مع العمال والشغيلة عموما وباقي بنات وأبناء شعبنا، أن تنخرط في لجن الدعم والتضامن؟!!! وكمثال صارخ، يتم الحديث عن أزيد من عشرين إطار "داعم" في صفوف الجبهات والشبكات والائتلافات، ولا تجد بقربك بالوقفات أو أشكال دعم أخرى غير أعدادٍ معدودةٍ ووجوه مألوفة...!!!

إن مصداقية لجن الدعم والتضامن تُستمدّ من مصداقية مكوناتها وليس من مواقفها وشعاراتها المتناقضة. فكيف لأحزاب سياسية متخاذلة وقيادات نقابية وجمعوية بيروقراطية متواطئة مع الباطرونا أن تدعم العمال و(...) وتتضامن معهم؟!!!

لقد صار حضور ممثلي الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات في صفوف لجن الدعم والتضامن (بدون تعميم بلا شك، لأن هناك مناضلون صادقون ومبدئيون من انتماءات سياسية ونقابية وجمعوية مختلفة) بعيدا عن خدمة أصحاب الحق المهضوم. إنهم يصطادون عصافير كثيرة بحجر واحد، وحجرهم هو "المقعد" باسم هذه اللجن للتمويه والتضليل. أما نواياهم (عصافيرهم)، فتتمثل بالأساس في الدعاية لأنفسهم والاستقطاب والتواصل الانتهازي مع أعداء أصحاب الحق. فلا يمكن أن ننتظر تضامن أطراف رجعية (ظلامية وشوفينية...) مع قضايا تُناقض مصالحهم الطبقية وأهدافهم السياسية... !!! وكثيرا ما ورّطت هذه الأطراف الانتهازية أصحاب الحق في أنفاقٍ بدون أفق وفي مسارات مُذلّة تتناقض وقضاياهم...   

أما مشاركة المناضلين كأشخاص في هذه اللجن، فلا تجد في كثير من الأحيان الفرصة ولو من موقع القيادة لفرض مواقفهم أو مقترحاتهم. ويصيرون بقوة "العدد" المضاد والإمكانيات لدى الانتهازيين بنزينا في محركاتها ومصدرا لإضفاء المشروعية عليها. وفي حالة الحضور القوي للمناضلين الصادقين والمبدئيين يتم تجميد هذه اللجن وعرقلة عملها وأنشطتها وكأنها لم تولد...

إن لجن الدعم والتضامن المطلوبة هي اللجن التي ينخرط في صفوفها المناضلون الصادقون حقا والقوى المناضلة حقا، سياسية أو نقابية أو جمعوية، أي الهيئات التي تدعم، موقفا وممارسة، المعنيين وتتبنى قضاياهم العادلة. أما فتح باب لجن الدعم والتضامن أمام ممثلي القوى السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية والجمعوية المتخاذلة فليس غير تآمرٍ مفضوح على العمال والشغيلة عموما وباقي بنات وأبناء شعبنا...

والحديث عن لجن الدعم والتضامن يفرض الانتباه الى الانتقائية والزبونية السياسية. فمن المرفوض نضاليا وأخلاقيا إنشاء لجنة هنا وعدم إنشاء لجنة هناك، فقط بسبب الموقف السياسي "المزعج" لأصحاب الحق. وتتضح هذه المفارقة العجيبة وبالخصوص عندما يتعلق الأمر بالمعتقلين السياسيين، فتقوم الدنيا بالنسبة للبعض وتُقعد بالنسبة للبعض الآخر. والسبب دائما هو الموقف السياسي، وتتبخّر أمامه شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية والمبدئية...

والآن وفي حالات عديدة، صارت لجن الدعم والتضامن موضة وآلية لخدمة أجندات مكوناتها السياسية والنقابية والجمعوية أكثر من خدمتها للقضية الأصل، بما في ذلك القضية الفلسطينية. وهنا ضاعت الكثير من الحقوق والجهود وفُقدت المصداقية في شعارات الدعم والتضامن، لدرجة صارت معها لازمة "كل التضامن والدعم" عبر الفايسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي دون معنى أو تأثير في الواقع...

إن الخطاب موجه الى الرفاق والمناضلين حقا، والغاية هي دعم ومساندة العمال والشغيلة عموما وكافة بنات وأبناء شعبنا وكافة القضايا العادلة وضمنها القضية الفلسطينية، وقطع الطريق على مصّاصي دماء وعرق العمال والفلاحين الفقراء وباقي الجماهير الشعبية المضطهدة، وعلى تُجار المعاناة والمآسي بالمغرب وخارجه وخُدّام النظام القائم وعُشّاق الواجهة للتسويق لذواتهم المريضة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.