صفحتنا على الفيسبوك

الأحد، 9 نوفمبر 2025

الرئيسية زُهران ممْداني، عُمدة نيويورك، فردةُ حداءٍ ليس إلا...

زُهران ممْداني، عُمدة نيويورك، فردةُ حداءٍ ليس إلا...

 


زُهران ممْداني، عُمدة نيويورك، فردةُ حداءٍ ليس إلا...


 

أجملُ وأصدق تعبيرٍ جاء على لسان فيديل كاسترو في أوْج النضال والكفاح ضد الامبريالية. فقد أجاب كاسترو عن سؤالٍ بشأن الحزبين الأمريكيين الديمقراطي (الحمار) والجمهوري (الفيل) بأن الحزبين المذكورين في شخصي كل من كينيدي ونيكسون حينذاك فردتا حداءٍ واحد، الواحدة تكمِّل الأخرى. فكيف نفرح أو نتفاءل لفوز فردة على صنوتها...؟!!!

وبدوره وفي قصيدة شعرية مُعبِّرة وعميقة صوّر الشاعر الفلسطيني محمود درويش أمريكا طاعوناً، حيث قال "أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا".

ونسجِّل نحن اليوم أن عمدة نيويورك المُنتخب، زُهران كوامي ممداني، ليس إلا فردة حداءٍ حديدي يدوس ببشاعة على حقوق وكرامة الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتها حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني. إن ذاكرة الشعوب أقوى من هلوسات وأكاذيب "النُّخب" المريضة التي تصفِّق لمن "أصبح" (ولما بزغت، قال هذا ربّي!!!)...

هناك سابقا من صفّق لباراك أوباما وراهن على شعاراته وبرنامجه، وحتى على أصله (الأب الكيني، افريقيا)؛ وكانت النتيجة واحدةً، وليست غير "فردتي نفس الحداء". واليوم، يخرج "قومٌ" يصفّق لزُهران ممداني مراهنا على أصله (أصول هندية مسلمة، وُلد ممداني في كامبالا، عاصمة أوغندا، افريقيا). أما الحديث عن برنامجه أو شعاراته، فكما "كلام النهار يمحوه الليل، وكلام الليل يمحوه النهار". ففي أمريكا، حيث الليبرالية المقيتة، قُلْ ما شئت اليوم ولو بأشكال مُمسرحةٍ مُزعجةٍ، وقل، بل مارس نقيضه غدا.

فما معنى ممداني "اشتراكي" أو حتى "شيوعي"؟!!!

إنها إساءة فجّة للاشتراكية والشيوعية. فأن تكون اليوم أمريكيا منخرطا في اللعبة السياسية بأمريكا ولو باسم المعارضة، فأنت داعم لجرائم أمريكا إذا لم تصرخ بقوة في وجه نظامها ورموزها، بل وأن تقاطع مسرحياتها. أما أن تفوز من خلال هذه المسرحيات المكشوفة (الانتخابات) برأس بلدية أمريكية من حجم نيويورك (الميزانية التي يُشرف عليها مكتب رئيس البلدية هي أكبر ميزانية بلدية في الولايات المتحدة حيث وصلت إلى 100.7 مليار دولار في السنة المالية 2021؛ إنها البلدية الثالثة من حيث عدد السكان)، فأنت بدون شك فاعل سياسي محنّك ومُخلِص ليس فقط لأمريكا كدولة، بل للإمبريالية والصهيونية والرجعية.

إنه رغم ما يُشاع عن "معارضة" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك بعض اللوبيات الإعلامية، فلا يُستساغ فوز ممداني دون دعم اللوبيات السياسية والاقتصادية والإعلامية، وخاصة الصهيونية، المتحكّمة في القرار السياسي الأمريكي، أو على الأقل التأشير على قبوله. أما الحديث عن مؤهلاته أو عن دعم الشباب (جِيل زِيد) أو عن توجهات جديدة في صفوف "الإدارة" الأمريكية، فليس ذلك غير تغليط مُمنهج ومدروس لتوفير شروط قبول والتعايش مع الحلول والمخططات الامبريالية والصهيونية والرجعية، وضمنها المؤامرة التي تستهدف الشعب الفلسطيني (مؤامرة القاهرة، كمثال).

فهل فوز حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمغرب في تسعينيات القرن الماضي (كذبة التناوب التوافقي)، في شخص رمزه عبد الرحمان اليوسفي، قد أتى بجديد للشعب المغربي (الانتخابات التشريعية بالمغرب في 14 نوفمبر 1997، كانت النتيجة هي 57 من 319 مقعدا في مجلس النواب، وكانت نسبة المشاركة 58.3 ٪)؟!!!

ألم يكرس نفس الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة وغياب الديمقراطية وعدم احترام حقوق الإنسان (استمرار الاعتقال السياسي والتضييق على الحريات الديمقراطية...)؟!!!

ألم تُمرَّر ببلادنا أعتى المخططات الطبقية المُملاة من طرف المؤسسات المالية الامبريالية، البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، ومنها الخوصصة، في عهد رئيس الوزراء "الاشتراكي" عبد الرحمان اليوسفي ووزير ماليته "المتنطّع" آنذاك فتح الله ولعلو؟!!!

إنه بأمريكا أو بالمغرب، أن تدّعي الاشتراكية أو الشيوعية أو الثورية وتمتلك في نفس الوقت الشرعية القانونية، فأنت لست اشتراكيا، فبالأحرى شيوعيا. إن للشرعية أو القانونية ثمنهما، وهو الخضوع المُذلّ للقوانين الجاري بها العمل، ومن بينها بالمغرب ما يسمّى ب"قانون الأحزاب" وتباعته من ولاءٍ وتنفيذٍ للتعليمات والأوامر...

كفى تضليلاً وتغليطاً، زُهران ممْداني دُميةٌ باسم "بعض" حزب الحمار...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.