صفحتنا على الفيسبوك

الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

الرئيسية زوبعة في فنجان: صحافة أم سخافة؟!

زوبعة في فنجان: صحافة أم سخافة؟!


 زوبعة في فنجان: صحافة أم سخافة؟!


"قامت الدنيا"، وستقعد بدون شك، وكما جرت العادة من ضجّة مفتعلة الى أخرى. المهمّ هو الإثارة والتمويه والإلهاء، وكما دائما؛ حيث تضخيم أحداثٍ تافهةٍ وتقزيم أخرى مزعجة حقا. إنها ألاعيب النظام القائم التي لا تخفى عن لبيب...

تابعنا جميعا مسرحية ما يسمّى "تسريب" فيديو أو فيديوهات "اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر" أو ما قد نسمّيه "بورنوغرافيا سياسية"، كل من زاويته ومرجعه وعلاقاته. وقد أراد النظام القائم من خلالها وضع الرأي العام قسرا وكأنه أمام "اكتشافٍ" باهر أو "فضحٍ" لسرّ من الأسرار العجيبة...!!!

إن الحديث عن التسريب وكأنه بالصدفة أو بشكل مقصود من طرف "فاعل خير/شر" استخفافٌ فجّ بذكاء المتتبعين، ومن بينهم خاصة المناضلين. إنها سيناريوهات مفضوحة ذات أهداف مدروسة ومحسوبة، ومن البلادة أو السذاجة السياسيتين الانخداع لها. إن لكل الغرف المظلمة أسرارها، وقد صار بديهيا أن ربح "معركة" المسؤولية في ظل الأوضاع القائمة يقوم على الولاء، وهذا الأخير يُترجَم عبر الاستعداد للقيام بكل الممارسات القذرة والمخزية...

أولا، إن الضجة المفتعلة حول واقع الصحافة من خلال تسريب وقائع اجتماع "اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر" لا تلامس عمق الموضوع، أي إخضاع مجال الصحافة والإعلام للمحاسبة والتقييم، وهو المجال المعروف بفضائحه، وخاصة المسكوت عنها...؛

ثانيا، إن الضجة ترمي إلى التمويه والابتعاد عن القضايا المُلحّة التي تهم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فلماذا لم تقُم الدنيا أمام الجرائم البشعة التي يقترفها النظام القائم وأجهزته القمعية والباطرونا في حق العمال، حالة تشريد عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس ومحاكماتهم الصورية؟!!!

وماذا عن المعتقلين السياسيين الغارقين في زنازين الذل والعار والمهانة؟!!!

وماذا عن حملات الاعتقال العشوائية والمنظمة في صفوف الطلبة والمدونين، هواة أو محترفين؟!!!

وثالثا، فالأمر ليس غير "بوز" تجاري وسياسي وتصفية حسابات بين البهلوانات التي تؤثث حقل أو فضاء الصحافة والإعلام. فالأمر لم يخرج عن نطاق احتكاك وتلاسن الأشخاص المدبرين من طرف الأجهزة القمعية. إن الصراع الطبقي لا يقوم على اضطهاد أو قمع أو التآمر على شخص انتهازي أو عميل، إن الأمر يعني شعب برمته وفي مقدمته الطبقة العاملة وحلفائها الطبقيين الفلاحين الفقراء. إن النظام القائم لديه من الأسماء المجتهدة ما يغنيه عن الأوراق الميتة المنتهية الصلاحية. وإنه أسلوبٌ للتخلص من هذه الكائنات "المتعجرفة" بأقل الخسائر. إن بدائل النظام القائم لن تكون أحسن/أفيد من سابقاتها إلا فيما يخدم النظام القائم نفسه. إنهم يوهموننا بوجود "ملائكة" الصحافة والإعلام بجيوبهم. إنهم يصنعون "الأبطال" بأسلوب "المسكنة" للمزيد من تضليلنا وتنويمنا وتخدير حواسنا النقدية...

عموما، ضاعت الصحافة وضاع الإعلام بمعانيهما الجادة كما ضاعت الثقافة بمعناها النبيل والإبداعي، على الأقل في حدود الشروط الدنيا المهنية والأخلاقية، من مثل بالنسبة للصحافة والإعلام "الخبر مقدس والتعليق حر". لقد صرنا أمام المثل السائر "إذا اختصم اللصان ظهر المسروق". وهنا اختصم حواري النظام القائم وظهر الإجهاز عن الصحافة الحرة والإعلام الحر. وهذا الإجهاز ليس وليد اليوم أو اللحظة وبدون "شخصنة"، إنه واقع منظم ومستمرٌّ ما استمر النظام القائم...

فمن يذكُر أو يتذكّر أحمد رضا كديرة سنتي 1958 و1959، على الأقل من خلال أو منذ تأسيسه لجريدة "ليفار" (LES PHARES) التي ساهم من خلالها في إسقاط حكومة عبد الله ابراهيم؟!!!

إن من يجهل التاريخ لا يستحق أن يفتيّ في الحاضر أو المستقبل، وليس أهلا لرفع مشعل الصحافة والإعلام المناضلين أو على الأقل الجادين...

بالطبع وبدون إنكارٍ أو تجاوزٍ للواقع، هناك صحافيون وإعلاميون وناشرون ومثقفون مهنيون مبدئيون ومقتدرون ومبدعون ومناضلون، لكنهم يعانون التهميش والإقصاء القسريين. أما الأسماء الحاضرة بالواجهة، فليست غير دُمى متحركة من طرف الأجهزة المعلومة وغير المعلومة خدمةً للنظام القائم. وما التمويل بسخاء أو الإغداق على البعض دون الكل وبمقاييس مجحفة ليس غير التأكيد على شراء "الضمائر" الانتهازية وإغراء أخرى "منتظرة" دورها...

لقد تآكلت القِلع وحتى الخيّم الصحافية والإعلامية الجادة (بمعنى ما)، الواحدة بعد الأخرى وفي حدود شروطها وسقفها. فأين اتحاد كُتّاب المغرب ورموزه؟ وأين النقابة الوطنية للصحافة المغربية ورموزها؟ وأين النقابات، الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل زمن الإضراب العام؟ وأين الأحزاب السياسية؟ وأين الجمعيات؟ وأين وأين (...) في حدود وسقف زمن مضى...؟

وأين الجدّ وأين "اللّعب"، أي التواطؤ بالمكشوف؟!!!

إن أغلب هُواة الدفاع عن "الشيطان" أو إغراقه كثيرون، ليس حبّا في "الشيطان" أو ضده، بل تطلّعا الى "البوز"، أي المال والأعمال، وإغناء سيّرهم الذاتية (CV)، من أجل الحظوة وتصفية حسابات قديمة/جديدة...

أما المناضلين حقا فأكبر من هذه التفاهات المنسجمة وتصفية الحسابات والمصالح الطبقية لفائدة أعداء الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية المضطهدة، ومن واجبهم الفضح والعمل على إنجاز مهامهم النضالية في مجالات التنظيم والتأطير والتثقيف والإعلام الى جانب الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء وكافة بنات وأبناء شعبنا المكافح…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.