صفحتنا على الفيسبوك

الأربعاء، 17 ديسمبر 2025

الرئيسية غرق أسفي غرق نخبة أيضا...

غرق أسفي غرق نخبة أيضا...


غرق أسفي غرق نخبة أيضا...



مجازر النظام الرجعي في حق أبناء وبنات الشعب المغربي لا تنتهي، ولن تنتهي مادام الاستغلال والاضطهاد الطبقيان قائمين، وما دامت الطبقة المالكة لوسائل الإنتاج تتلذذ بمعاناته وتتحكم في مصيره. فبعد ضحايا الزلزال، خاصة بالحوز، والذي لا زال الناجون منه يعانون من التشريد والإهمال، ويتقاسمون المحن مع أبنائهم بالسجن؛ لا لشيء إلا لأنهم فضحوا وعروا أكاذيب أجهزة النظام الرجعي، تصفعنا المجازر التي ذهب ضحيتها الأبرياء بسبب البناء العشوائي الذي تغنوا بالقضاء عليه فكدسو الشعب في أقفاص لا تتعدى خمسين مترا مربعا في ما يسمى البناء الاقتصادي والبناء النموذجي، حيث كلها عبارة عن قنابل موقوتة ومقابر جماعية لأبناء وبنات شعبنا؛ ومصير من يقطنها مرتبط بمسألة الوقت لا أقل ولا أكثر.  فمن الدار البيضاء إلى فاس إلى كل رقعة من ربوع هذا الوطن، نستفيق يوميا على صرخات بنات وأبناء شعبنا الكادحين وعلى مئات الضحايا جراء القتل الجماعي الممنهج وكأننا في طابور ننتظر اليوم الذي نلقى فيه نفس المصير. واليوم نستفيق مرة أخرى على فقدان المئات من ضحايا الفيضانات بمدينة آسفي  لغياب تام للبنية التحتية؛ فمن آسفي إلى كل المناطق المنكوبة في الجنوب الشرقي ومناطق عدة بالأطلس....، كلها مشاريع للقتل الجماعي الممنهج تغيب عن منصات بروبغندا النظام المنشغلة  بعناوينهم البراقة عن المراحيض الذكية و الملاعب العالمية للمزيد من تضليل الشعب المقهور والتلذذ بمعاناته والتحكم بمصيره من أجل المزيد من الطاعة والولاء؛



إن كل الخسائر التي عشناها وسنعيشها سواء المادية أو البشرية منها لا يمكن اختزالها في الأرقام أو في مشاهد الدمار والخراب، إنها نتيجة للمشاريع الطبقية المعتمدة من طرف النظام الرجعي القائم ببلادنا والهادفة إلى تكديس أبناء الشعب في مساكن (غيتوهات) غير لائقة أصلا للسكن، دون صرف صحي ولا حماية ولا مراقبة ولا مدارس ولا مستشفيات ، إنه الإصرار على مراكمة الفقر وتعميق الهشاشة...



لقد استشهد المئات من الأبرياء لأنهم أُجبروا على السكن بأحياء الصفيح والأحياء المهمشة وبأماكن هي في الأصل مجاري الأودية أو في أقفاص ما يسمى البناء الاقتصادي. لأن النظام الرجعي حوّل السكن من حق إلى امتياز، والضحايا دائما هم العمال والفلاحون الفقراء والمعطلون والمعدمون ... الذين يُقتلون تحت عناوين مختلفة من كوارث طبيعية ... لأن حياتهم أرخص من المشاريع الضخمة من ملاعب رياضية ومركبات سياحية وملاهي ومنصات للتشهير وترويج التفاهة، وكلها تدار على حساب القوت اليومي للمواطن حيث يتم استنزافه ومحاصرته بالضرائب المباشرة وغير المباشرة، وإغراقه في الديون... ويبقى التفقير الممنهج والهشاشة من نصيب عمال وعاملات الفوسفاط بأسفي الذين ينتجون أرباحا طائلة، لا تعد ولا تحصى ولا يستفيد منها غير المستعمر والساهرين على مصالحه لنهب خيرات شعبنا المقهور من فوسفاط وباقي المعادن النفيسة...



إن ما نحتاجه اليوم هو تحويل الغضب إلى فعل نضالي منظم، بعيدا عن لغة البيانات التضامنية الفوقية واللجان المشبوهة التي تساهم في تمويه وتحريف الحقائق. فالمأساة الحقيقية ليست في البكاء على ما وقع أو على ما سيقع، وليست فيما جرى في أسفي ومناطق أخرى، لأن طوفان المآسي لا ولن يتوقف. لقد تحدثنا حتى الملل عن الفساد وعن الإجرام وعن مسؤولية النظام القائم وأزلامه، لكن أما آن الأوان  لنتحدث عن مسؤولياتنا و لو قليلا...



لنمضي على طريق بناء غد أفضل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.